ينس هانسن
ترجمة: شيخة مرزوق
لا تزال السير تُكتب عن حياة إدوارد سعيد وأعماله حتى بعد مُضيّ عقدَين على رحيله المبكّر.كثيرون هم من عبّروا عن تقديرهم واحترامهم لإسهاماته، وكثيرون أيضًا من صفّوا حساباتهم معه في الفترة الماضية. يطرح وائل حلّاق،على سبيل المثال، ووفق شروطه الخاصّة، نقدًاتأسيسيًّا جديدًا لكتاب الاستشراق وهو العمل الذي دَشّن في بدايات ثمانينيات القرن الماضي عملية نزع الاستعمار عن العلوم الإنسانية. في قصور الاستشراق نرى أنّ سعيد متهمٌ بإخضاع الشرق مفاهيميًّا وبحصرِ نقدِه على المستشرقين دون سواهم رغم أنّ التخصّصات الأخرى في العلوم الإنسانية -بحسب حلّاق- متواطئة تمامًا في إنتاج معرفة جعلت من الإبادات الأوروبية حدثًا قابلًا للتحقُّق. ولهذا يؤكّد حلّاق أنّ نموذج الاستشراق الأخلاقي والإصلاحي هو ما سيساهم فعلًا في نزع الاستعمار عن المعرفة. وبصيغة أكثر تجريدية، يطرح حلّاق حجّةً مفادها أنّ الفكر الأوروبي، لا سيّما الجانب العلماني والعقلاني الفلسفي منه، سابقٌ على سياسات الاستعمار ويتحمّل المسؤولية عن الكارثة التي تتهدّد كوكب الأرض.