مكان عقد الندوة في صرحين عريقين في زقاق البلاط: المدرسة البطريركيّة والمعهد الألماني للأبحاث الشرقيّة
September, 28 to September 29, 2023
ينطلق التفكير في هويّة بيروت النهضويّة وأحيائها التراثيّة كزقاق البلاط من بيوتها العريقة إلى مدارسها التعليميّة الوطنيّة منها والإرساليّة. وأمام دورة الحياة المُدُنيّة بتنوّعها الاجتماعيّ والثقافيّ، يأتي الضغط العُمراني مع غياب التنظيم المُدُني وضعف إجراءات حماية التراث، والهجرات السكانية المتتاليّة، وإشغال المساحات العامة من قبل فئات اجتماعيّة وسياسيّة معينة، والتقهقر المُجتمعي بضغوطاته الاقتصادية، ولا شك في أن هذه العوامل أصبحت تهدّد الهويّة الوطنيّة الذاتيّة تدريجيًّا. وقد زادت هذه الأسباب مجتمعةً من الاهتمام بمنطقة زقاق البلاط تاريخًا وتراثًا وعمارةً، مما شجّع على فكرة التعاون العلمي-الثقافي بين تجمّعات محليّة كالمظلة البيروتيّة "بيروتنا" وبيروت "تراثنا" و"المعهد الألماني للأبحاث الشرقيّة في بيروت".
وليس يخفى أن بإمكان الأبحاث العلميّة والنشاطات الثقافيّة أو تؤدي دورًا محفّزًا على التنمية المُدُنيّة المستدامة من خلال تفعيل عملية الإبداع بالتفكير ودراسة الإمكانات الاقتصاديّة والرؤية السياسيّة الصحيحة التي تشجّع عمل الجماعات والمؤسسات التعليميّة المحليّة والقطاع العام كمديريّة الآثار، لتبادر جميعها إلى النهوض بدور أساسي على نحوٍ يساهم في الإحياء المُدُني في بيروت.
من هنا وقع الاختيار على عقد الندوة في صرحَين عريقين في زقاق البلاط: المدرسة البطريركيّة والمعهد الألماني للأبحاث الشرقيّة، إلى جانب القيام بجولة سياحيّة على بعض المعالم التي تحمل رمزيةً تاريخيةً ونهضوية مثل مدرسة المعلّم بطرس البستاني. وهو ما من شأنه أن يعكس - بلا ريب - حسًّا معرفيًّا وإنسانيًّا بحق المواطن في حماية تراثه وذاكرتِه الجماعيّة ومساحاتِه العامة بكل ما تحمله من جماليات وانفتاح على الآخر. ونأمل أن تشكل أعمال هذه الندوة قوة دفعٍ إضافية نحو فهم أفضل لأهمية إعادة بناء الإنسان جنبًا الى جنب مع إعادة الإحياء المُدُني لبيروت.